بعد ألف يوم من الحرب.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق سلام عادل ومستدام في أوكرانيا
بعد ألف يوم من الحرب.. الأمم المتحدة تدعو لتحقيق سلام عادل ومستدام في أوكرانيا
دعت الأمم المتحدة إلى تحقيق سلام عادل ومستدام في أوكرانيا بمناسبة مرور ألف يوم على الغزو الروسي، مؤكدة أن هذه الحرب تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمة ألقتها وكيلته للشؤون السياسية روز ماري ديكارلو، أمام مجلس الأمن مساء أمس الاثنين، أنه منذ فبراير 2022، أودت الحرب بحياة 12,164 مدنياً بينهم أكثر من 600 طفل، وأصابت 26,871 آخرين، وأشارت إلى أن الأعداد الحقيقية قد تكون أكبر بكثير، لافتة إلى أنه في الأشهر الأخيرة شهدت الحرب تصاعداً في الهجمات بالقذائف والمسيرات، مستهدفة المناطق السكنية والبنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا، مما زاد من عدد الضحايا والأضرار.
ويوافق اليوم الثلاثاء مرور ألف يوم منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، وسط أزمات إنسانية متفاقمة وأضرار كارثية طالت المدنيين والبنية التحتية.
تفاقم الأزمات الإنسانية
وأكد الأمين العام إلى أن النساء يعانين بشكل غير متناسب من العواقب الاقتصادية والاجتماعية، بينما يُحرم جيل كامل من الأطفال من التعليم الملائم بسبب الهجمات التي دفعت المدارس للعمل عبر الإنترنت أو في المخابئ.
وقال الأمين العام إن الهجمات الروسية على السفن والبنية التحتية للموانئ في البحر الأسود تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي، خاصة مع استمرار التوترات في هذه المنطقة، وشدد على ضرورة ضمان حرية وسلامة الملاحة في البحر الأسود، داعياً إلى إنهاء التصعيد.
مخاطر نووية متزايدة
حذّر غوتيريش من مخاطر وقوع حوادث نووية بسبب الأنشطة العسكرية قرب محطة زابوريجيا النووية وغيرها من المواقع الحساسة، مشيرا إلى أن العواقب المحتملة قد تكون كارثية، ومشدداً على أهمية اتخاذ جميع الأطراف إجراءات مسؤولة لضمان السلامة النووية.
وأكد الأمين العام ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن تحقيق السلام يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة وإرادة سياسية، وأضاف أن الأمم المتحدة مستعدة لدعم أي مساعٍ تهدف إلى تحقيق سلام عادل وشامل يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
الأزمة الروسية الأوكرانية
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.
عقوبات اقتصادية
وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات على عددٍ من الشخصيات الأوروبية والقيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ومنذ بدء الغزو الروسي، سُجّل أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة 7 ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.